تقديم الجماعة


تقديم عن جماعة إنزكان :

تقع مدينة انزكان في أقصى غرب سهل سوس؛ على الضفة اليمنى للواد وتنفرد هذه المدينة الصغيرة؛ والتي تنتصب على يمين الطريق الوطنية رقم 10؛ بكونها تتوسط منطقة أكادير الكبير؛ وتعتبر قلبها النابض وقطب التجارة السوسية. 

وتحدها شمالا جماعة الدشيرة وجماعة اكادير، وجنوبا وشرقا جماعة ايت ملول، وغربا جماعة اكادير، وتبلغ مساحتها حوالي 14 كلم مربع.

a        

لمحة عن المفهوم وعن تاريخ الجماعة :

انزكان كلمة امازيغية مركبة من (انزيك) بمعنى الغار و من (أن) بمعنى ذاك؛ و هي إما بصيغة المفرد (انزيك أن) تلك الغيران؛ أي الغيران الواقعة على الجهة الأخرى (للوادي) و بتوالي الاستعمال أصبح انزكان + وهو الاسم الذي يشار به لذلك المكان المعروف به الآن؛ ويوجد في قبيلة مسكينة شمال انزكان مكان يدعي (انزيك اوشن) غار الذئب قرب قرية تاباطكوكت . 
كانت في الأصل عبارة عن قرية صغيرة قديمة جدا؛ نشأت حول ضريح على نتوء صخري 35 متر وسط المجرى الكبير لواد سوس مستفيدة من مميزات هذا الموضع حيث وفرة المياه والأراضي الصالحة للزراعة من جهة؛ وحيث إمكانيات درء فيضانات الواد من جهة أخرى؛ وقد ظلت مند نشأتها وإلى بداية هذا القرن؛ تضطلع بدور العاصمة الإدارية والاقتصادية لقبيلة كسيمة.
وبعد دخول الحماية إلى سهل سوس؛ توطد دورها الإداري؛ فمند سنة 1925 اتخذت منها سلطات الحماية مقرا لإدارة ومراقبة قبائل الجزء الغربي من السهل وحواشيه الجبلية.
كما نشأت بجوارها أكبر قاعدة عسكرية جنوب الأطلس الكبير بجوار قرية بنسركاو؛ وقد ساعد هذا على تدعيم دورها التجاري الذي بدأ يتعزز أكثر بعد سنة 1930 وذلك بموازاة توافد أعداد من المغاربة والأجانب الذين نزحوا إليها للاستفادة من الفرص التي أصبحت متاحة بها من جهة؛ وبالمدينة التي تعرف نهضة من جهة ثانية.
حظيت انزكان خلال هذه الفترة بمبادرات رسمية في التجهيز و التعمير حيث توفرت على شبكة طرق معبدة ؛ فتحت آفاقا جديدة أمام توسع القرية التي ارتقت إلى مستوى مدينة قبيل الحرب العالمية الثانية و شهدت ظهور الأحياء المغربية الأولى على الأطراف الشمالية للنواة الأولى بالإضافة إلى إحداث حي خاص بضباط الحماية بمحاذاة طريق اكادير، حي العصافير( حي واد الذهب حاليا) و بعض المصالح و المؤسسات الإدارية والاجتماعية وقد واكب هذا التوسع تزايد ديموغرافي ملحوظ حيث ارتفع عدد السكان من سنة 1931 إلى حدود سنة 1952 4.657 نسمة.
وبعد الاستقلال وفي خضم التحولات السريعة والعميقة التي شهدها سهل سوس؛ عرفت مدينة انزكان تطورا هاما حيث أصبحت أهم قطب حضري بالمنطقة بعد اكادير؛ وقد ارتبط التطور في الأصل بزلزال مدينة اكادير سنة 1960 إذ جعل انزكان بفضل موقعها وتجهيزاتها تضطلع ببعض وظائف المدينة المنكوبة واستطاعت خلال هذه الفترة تعزيز وظيفتها التجارية وخاصة بعدما تحولت إلى مقر للدائرة ونجحت في استقطاب معظم الفروع التجارية التي كانت متمركزة قبل 1960 بحي تالبرجت القديم بأكادير.

وقد تطورت علاقتها مع المحيط المحلي والجهوي ومع باقي جهات المغرب وخاصة حينما أصبحت تحتضن أكبر سوق لتجميع وتصريف المنتوجات الفلاحية وأكبر محطة طرقية جنوب الأطلس الكبير وحينما تحولت إلى قبلة للمستثمرين في جميع أنحاء البلاد ومن الخارج أيضا وخاصة من العمال المنحدرين من المنطقة.
كما شهدت المدينة في خضم هذه التحولات توافد أعداد هامة من المهاجرين حيث ارتفع عدد سكانها بين 1960 و1982  من 6.917 ن إلى 17.952 ن كما عرفت توسعا في مجالها حيث ظهرت بها أربعة أحياء جديدة أصبح معها حيز المدار الحضري للمدينة على درجة عالية من التشبع نظرا لضيق مساحته من جهة و لوجود معظم أراضيه إما في ملك الدولة أو الجماعات السلالية من جهة ثانية الشيء الذي أرغم معظم القادمين وخاصة الفئة المحرومة؛ على الاستقرار بالمراكز الصغيرة المحيطة بإنزكان كالدشيرة و تراست والجرف و تيكوين.